اللقاح الروسي يسحب من ترمب براءة الاختراع

اللقاح الروسي يسحب من ترمب براءة الاختراع

  • اللقاح الروسي يسحب من ترمب براءة الاختراع

افاق قبل 4 سنة

اللقاح الروسي يسحب من ترمب براءة الاختراع

علي ابو حبلة

كان الرئيس الأمريكي ترمب يمني النفس في إعلان براءة الاختراع للقاح ضد «فيروس كورونا» كأحد الأوراق التي تتضمن له النجاح في حملته الانتخابية للفوز في الولاية الثانية في البيت الأبيض، لكن إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تسجيل أوّل لقاح ضدّ فيروس كورونا الجديد في بلاده، مؤكّداً أن اللقاح «فعّال بما فيه الكفاية، وأنه يعطي مناعة مستدامة». وكشف بوتين أن إحدى بناته تَلقّت اللقاح الذي أُطلق عليه اسم «سبوتنيك في»، تيمّناً باسم القمر الصناعي السوفياتي، «سبوتنيك»، أوّل مركبة فضائية وُضعت في المدار، فيما «في» تُمثّل أول حرف من كلمة لقاح (Vaccine) في عدّة لغات أجنبية.

هذا الإعلان شكل صدمه كبيره للرئيس ترمب، مما جعله يصب حام غضبه ضد منافسه المرشح الديمقراطي بإيدن، فقد صرح أنه تفاجئ باختيار منافسه في الانتخابات الرئاسية القادمة الديمقراطي جو بإيدن للسيناتور كامالا هاريس نائبة له، قائلا إنها «كانت لا تحترم جو بإيدن ومن الصعب اختيار شخص قليل الاحترام للآخرين». هذا التصريح يحمل دلالات ما يعاني منه ترمب من أزمات داخلية وخارجية جعلته محط انتقاد

المعلومات عن اللقاح شحيحة، لكن ما أصبح معلوماً أنه تمّ تطويره عبر مركز «غاماليا» للأبحاث، التابع لوزارة الصحة الروسية، بطريقة مشابهة لقاحين الصيني والبريطاني، لكن عبر استخدام نوعين من فيروس «Adenoviruse» (هما «Ad5» و«Ad26») الذي يصيب البشر، بعكس اللقاح البريطاني الذي يعتمد على فيروس «Adenoviruse» الخاصّ بحيوان الشمبانزي. واستُخدمت، في تصنيع اللقاح الروسي، تقنية الهندسة الجينية، حيث تمّ تعديل الفيروسين المذكورَين لينتجا تيجاناً مشابهة لفيروس «كورونا» الجديد، من دون أن تكون ضارّة بالإنسان، ومن ثمّ يطوّر الشخص المحقون باللقاح استجابة مناعية من ناحية الخلايا التائية «T-cells»، ومن ناحية الأجسام المضادة «Antibodies». وفيما تبدأ اليوم المرحلة الثالثة من التجارب السريرية بعد انتهاء المرحلة الثانية، أعلن الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي الذي يموّل إنتاج اللقاح، كيريل ديميترييف، أن لقاح «غاماليا» يُجرّب أيضاً خارج الأطر الإكلينيكية الرسمية، إذ أُعطي لعدد كبير من الأشخاص من خارج منظومة التجارب السريرية مثل متطوّعين من الجيش ومدير مركز الأبحاث نفسه.

ستبدأ عملية تصنيع «سبوتنيك في» في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بينما ستعطي روسيا الأولوية في التلقيح لأفراد الجهاز الطبي، الذين يمثلون خطّ الدفاع الأول في المعركة مع الوباء. على أن ما هو جدير بالملاحظة قول بوتين إن اللقاح أمّن «مناعة مستدامة». وبالنظر إلى غياب أيّ نتائج منشورة عن اللقاح حتى الساعة، فإن ما قاله بوتين قد يعني أن بلاده قد تمكّنت من معالجة إحدى المشكلتين التاليتين أو كليهما: احتمال احتياج البشر إلى عدّة جرعات من اللقاح كلّ عدّة أشهر أو كلّ سنتين لتأمين مناعة دائمة ضدّ الفيروس؛ والغموض في شأن إذا ما كانت الأجسام المضادّة التي أنتجها جسد الإنسان الملقّح ستبقى بالمستوى نفسه الكفيل بمحاربة الفيروس. الأيام المقبلة هي الكفيلة بإيضاح الصورة، لكن يُسجّل لروسيا أنه أمام اكتساح «كورونا» لكوكب الأرض، كانت أوّل دولة تتوصّل إلى لقاح ضدّه وتوافق عليه.

وقد أبدى علماء غربيون قلقهم من سرعة إنتاج هذا اللقاح، في وقت شكّك فيه الإعلام الأميركي في فعّاليته منذ الأيام الأولى، واستمرّ في حملته عليه، مستعيناً بتحذيرات خبير الأوبئة، أنتوني فاوتشي، الذي أعلن أن اللقاحات الأميركية أصبحت في المرحلة الثالثة من التجارب، و»لا حاجة لنا إلى استخدام لقاحات غير محلية الصنع».

عشرون دولة أجنبية طلبت مسبقاً «أكثر من مليار جرعة» من اللقاح الروسي، وإن ثبتت نجاعة اللقاح تكون روسيا السباقة الى ذلك وبهذا تضرب سوق الاحتكار للشركات الامريكية والغربية التي كانت في سباق مع الزمن للتوصل لبراءة الاختراع وجني الارباح بفعل سياسة الاحتكار الشركات الكبرى المصنعة للأدوية.

 

التعليقات على خبر: اللقاح الروسي يسحب من ترمب براءة الاختراع

حمل التطبيق الأن